• الرئيسية
• فقه النساء

ناقش الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، قضية تُثار كثيرًا بين الشباب في العصر الحالي حول طبيعة الحب وحدوده الشرعية.

جاء ذلك عقب تلقيه سؤالاً من فتاة تدعى رقية من دمياط خلال تصريحات تلفزيونية، تساءلت رقية: "هل الحب حرام يا مولانا؟ وهل التحدث مع شخص خارج إطار الارتباط الرسمي يُعد حرامًا؟".

الحب شعور إنساني خارج نطاق التكليف الشرعي

شرح الدكتور شلبي أن الحب في جوهره حالة شعورية تنبع من القلب، ولا يمتلك الإنسان تحكماً تاماً فيها، مستندًا إلى أحد مواقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يقول: "اللهم إن هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك"، في إشارة إلى الميل القلبي غير الإرادي تجاه أحد الزوجات.

وأكد أن الميل القلبي ذاته لا يدخل ضمن دائرة الحلال أو الحرام لأنه ليس محل تكليف.

الأفعال والأقوال هي المحك الشرعي
مع ذلك، أوضح الدكتور شلبي أن ما يُحاسب عليه الإنسان شرعًا ليس الشعور ذاته بل التصرفات التي تترتب عليه. فالكلمة والنظرة والسلوك الناتج عن هذه المشاعر هي التي تخضع للحكم الشرعي، مؤكداً أن الحديث بين شاب وفتاة دون ارتباط رسمي كالخطوبة أو الزواج ليس مقبولاً شرعًا.

التوجيه نحو تجنب الأفكار المخالفة
في سياق الحديث، دعا أمين الفتوى إلى أهمية الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند انشغال العقل بأفكار أو تخيلات غير صحيحة، مشيراً إلى أن استمرار تلك الأفكار قد يصبح مدخلاً لأفعال وأقوال يُحاسب عليها الإنسان.

اختتم الدكتور شلبي حديثه بالتأكيد على أن الشرع يحاسب على الأقوال والأفعال، وليس على ما يخطر بالنفس، مستندًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به".

هذا التوجيه يضع إطاراً واضحاً يحث الشباب على التزام التصرفات الصحيحة دون الانشغال بما لا يقع تحت قدرة الإنسان التحكمية.
شاهد الفيديو..