زوزو ماضي.. قصة النجمة التي وجدت شغفها في إدارة مطعم بيدها
قد تبدو الصورة غير متوقعة للوهلة الأولى، ولكنها تلخص جانبًا مختلفًا تمامًا من حياة الفنانة الكبيرة زوزو ماضي.
فقد كانت امرأة تهاب تقلبات الزمن وتسعى لتأمين مستقبلها بشكل لا يترك مجالاً للتردد. ومن هنا جاءت فكرة إطلاق مطعم في قلب شارع شريف، يحمل اسمها الشخصي ويشرف عليه بنفسها، ليصبح تجسيدًا لحبها للحياة والعمل.
لم يكن تأسيس المطعم حدثًا عابرًا في حياتها. فقد اختارت زوزو ماضي الدخول إلى هذا المجال بالتزام كامل، وخصوصًا بعد أن مرت بأزمة عصفت بحياتها عام 1957.
وقتها أُثيرت اتهامات حول تورطها مع طليقها في قضية اتجار بالمخدرات. ورغم صعوبة هذه اللحظات، إلا أن لحظات الفرح ببراءتها كانت غامرة.
عبّرت عن امتنانها بتوزيع ملابسها الفاخرة على زميلاتها في السجن، في لفتة كريمة تُظهر نقاء قلبها.
وفي كل صباح، لم تكن زوزو تسمح لأن تكون مجرد اسم كبير يدير المشروع من بعيد. بل كانت تتردد على الأسواق بنفسها، تختار الخضار والفواكه الطازجة بحرص وكأنها تبحث عن الحوارات الفنية التي كانت تخوضها على خشبة المسرح. الملَكة التي دفعتها للشهرة كفنانة قد انعكست في عشقها الجديد لإدارة المطعم.
زوزو ماضي لم تكن فقط نجمة شاشة ومسرح، بل كانت أيضًا أمًّا مُلهمة. ابنتها إيڤون ماضي تركت بصمة واضحة في عالم تصميم الأزياء خلال تلك الفترة، وارتبط اسمها بصناعة أزياء مشاهير مصر من أم كلثوم إلى فاتن حمامة وشادية، مما يعكس الإرث الفني والإبداعي الذي حملته العائلة بكل حب وإصرار.
هكذا يمكننا أن نرى في زوزو ماضي مثالًا للمرأة المتعددة المواهب، التي قهرت التحديات وصنعت من حياتها لوحة مليئة بالتنوع والجمال، سواء على خشبة المسرح أو خلف جدران مطعم يحمل بين أركانه قصة كفاحٍ وحبٍ للحياة.
