”حارس الميدان“.. وفاة المعارض جورج إسحق بعد رحلة طويلة من النضال
رحل عن عالمنا السياسي البارز وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جورج إسحق، اليوم الجمعة، بعد وعكة صحية نقل على إثرها إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات، إلى أن وافته المنية.
وأعلن رئيس حزب العدل عبد المنعم إمام نبأ وفاة جورج إسحق، وكتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "قديس العمل الوطني جورج إسحاق.. في ذمة الله".
وفور إعلان خبر وفاة الراحل جورج إسحق، تحولت صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" لسرادق عزاء كبير، تناقل خلالها رواد تلك المواقع، عبارات النعي والرثاء للفقيد الراحل، واصفين إياه بـ"فارس السياسة النبيل والمعارض الصلب وحارس الميدان" الذي لم يسع يومًا إلى منصب أو كرسي، مؤكدين أنه ضمن أحد رواد الحركة الوطنية المصرية، والفاعلين المهمين في تطوير مفاهيم حقوق الإنسان والدفاع عن كرامة الإنسان طوال تاريخه الممتد في العمل العام.
كما اعتبره آخرون "أيقونة وطنية مصرية متفردة فى مصداقيتها، وفى انتماءاتها الإنسانية، وفي فعالياتها المجتمعية".
والراحل من مواليد محافظة بورسعيد عام 1938، وبدأ حياته بالعمل مدرسًا للتاريخ، عقب تخرجه في كلية الآداب عام 1964، ومديرًا لمدرسة التوفيق القبطية، ثم مدير المدارس الكاثوليكية بمصر، ثم مستشارًا إعلاميًا لها.
واتسمت مسيرة الفقيد بحياة حافلة من العمل السياسي والحقوقي، ففي 2004 اختير منسقًا عامًا لحركة كفاية، حيث شارك طوال السنوات الأخيرة في عصر مبارك، في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، رافعا راية حركة كفاية الشهيرة بلونها الأصفر مدونا عليها مطلبين يجسدان فكرة الحركة : "لا للتمديد.. لا للتوريث"، وكان عضوا بالجمعية الوطنية للتغيير، وعضو مؤسس أيضا للتيار المدني الديمقراطي في عام 2014، وفي الحركة المدنية الديمقراطية لاحقا.
وترشح الراحل في انتخابات مجلس الشعب المصري 2011-2012 إلا أنه خسر السباق الانتخابي أمام منافسه.
وخلال أحداث ثورة 25 يناير، تميز بصورته الأيقونية أثناء حراسته للمصلين المسلمين في قلب ميدان التحرير، وكان جورج اسحق عضوا بالجمعية الوطنية للتغيير، والتي نادت بـ 7 مطالب من أجل التغيير، وكان من بينها، إنهاء حالة الطوارئ، مراقبة القضاء على الانتخابات، إشراف منظمات المجتمع المدني على العملية الانتخابية.
وشارك بقوة في الدعوة لثورة 30 من يونيو بعد اكتشافه خداع جماعة الإخوان الإرهابية لجماهير الشعب المصري.
وفي حوار سابق في العام الأول لانطلاق حركة كفاية، قال إسحاق إنها "ستعمل على تحريك الجماهير للمشاركة في مظاهراتها، رغبة في الوصول بهذه المظاهرات إلى الأرقام المليونية".
وقال إن الحركة تمكنت خلال أشهر قليلة من "كسر حاجز الخوف لدى المواطن المصري، واقتناص حق التظاهر السلمي دون إذن من السلطات حسب الدستور، فلم تعد هناك خطوط حمراء".
وقال "يجب أن ينتهي الزمن الذي اشتهر بعدم نزاهة الانتخابات وضمان عدم تزوير أو تبديل الأصوات في صناديق الانتخابات، وعدم تدخل المال السياسي في شراء الأصوات سواء في الصفقات السياسية التي تعقد بين أصحاب المال والقوى السياسية بمن يدفع أكثر، أو اتجاه الفقراء إلى بيع أصواتهم من أجل لقمة العيش".
وتابع "كذلك عدم السيطرة بالمال على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وعدم استئجار فتوات وبلطجية لتحقيق أمن خاص وشخصي لأصحاب المال بهدف إرهاب الخصوم".
ورحل إسحق، بعد أن ترك خلفه إرثًا كبيرًا من الرؤى المتميزة التي بلورها في مقالاته والتي نشرت "الشروق" الكثير منها، حيث كان من كتاب صفحة الرأي بـ"الشروق" أسبوعيا منذ يونيو 2015.
