#jubna
السبت 6 ديسمبر 2025 07:58 صـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
أنا حوا - الرئيسية
رئيس التحرير محمد الغيطي المدير العام منى باروما
×

صوت الأم.. دواء سحري ينمّي دماغ الأطفال المبتسرين ويعزز لغتهم منذ الأيام الأولى

السبت 18 أكتوبر 2025 06:35 مـ 25 ربيع آخر 1447 هـ
الطفل
الطفل

كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها كلية الطب بجامعة ستانفورد الأمريكية، عن دور مذهل للأم لا يمكن لأي جهاز طبي أو رعاية متطورة أن يعوّضه، حيث تبيّن أن صوت الأم وحده قادر على تحفيز نمو الدماغ ومسارات اللغة لدى الأطفال حديثي الولادة، خاصة المبتسرين الذين يولدون قبل موعدهم الطبيعي.

وبحسب ما نشره موقع News Medical Life Science نقلًا عن مجلة Frontiers in Human Neuroscience، فإن الدراسة اعتمدت على تشغيل تسجيلات لصوت الأمهات وهنّ يقرأن ويتحدثن إلى أطفالهنّ في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، لمدة ساعتين وأربعين دقيقة يوميًا على مدار عدة أسابيع.

وفي نهاية التجربة، أظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي أن الأطفال الذين استمعوا إلى أصوات أمهاتهم امتلكوا مسارات لغوية أكثر نضجًا في الدماغ مقارنة بأقرانهم الذين لم يسمعوا تلك التسجيلات.

وقالت الباحثة الرئيسية كاثرين ترافيس إن هذه النتائج تمثل “أول دليل سببي يثبت أن تجربة الكلام المبكر تسهم في نمو الدماغ”، مؤكدة أن الأمر يفتح الباب أمام ثورة جديدة في رعاية الأطفال الخدج، عبر دمج صوت الأم كعنصر علاجي أساسي وليس مجرد ترفٍ عاطفي.

وأضافت ترافيس أن الدراسة تُعيد الاعتبار للأم ودورها الحيوي في حياة الطفل منذ اللحظات الأولى، فـ كلماتها ونبرات صوتها ليست مجرد حنان، بل غذاء عقلي ونفسي يبني في داخل الصغير قدراته المستقبلية على الفهم والنطق والتفاعل.

تفاصيل الدراسة:
غالبًا ما يقضي الأطفال المبتسرون أسابيع طويلة داخل الحاضنات في المستشفيات، بعيدًا عن دفء أحضان أمهاتهم، حيث لا يُسمح للأبوين بالبقاء معهم طوال الوقت.

هذا الغياب، بحسب الباحثين، يحرم الطفل من سماع صوت أمه بالقدر الذي كان يسمعه داخل الرحم، ما يجعله أكثر عرضة لتأخر النمو اللغوي والمعرفي.

ولتعويض هذا النقص، استعان العلماء بتسجيلات صوتية حقيقية للأمهات وهنّ يتحدثن أو يقرأن بصوت هادئ لأطفالهن، حتى يشعر الصغير بالصلة المفقودة.

ومع مرور الوقت، لوحظ تحسّن واضح في نشاط الدماغ واستجابته للمحفزات الصوتية، رغم أن التجربة استمرت لفترة قصيرة نسبيًا.

نتائج الدراسة وتأثيرها على مستقبل الأمهات:
أشارت النتائج إلى أن صوت الأم لا يقتصر على التهدئة والحنان فقط، بل يمتد ليكون محفزًا بيولوجيًا لنمو الدماغ، مما يفتح أمام النساء أفقًا جديدًا في فهم تأثيرهن العميق على أطفالهن منذ أول لحظة في الحياة.

ويؤكد الباحثون أن تطور السمع لدى الجنين يبدأ في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، أي في النصف الثاني منه، ما يعني أن الجنين يتعرّف على صوت أمه قبل أن يرى النور، ويحتفظ بذاكرة صوتها حتى بعد الولادة.

لذلك، يرى العلماء أن منح الأمهات فرصة أكبر للتواصل الصوتي مع أطفالهن المبتسرين داخل المستشفيات يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من بروتوكولات الرعاية الحديثة، لأن صوت الأم ببساطة هو العلاج الأول لنمو طفلها النفسي والعقلي.