#jubna
السبت 6 ديسمبر 2025 07:58 صـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
أنا حوا - الرئيسية
رئيس التحرير محمد الغيطي المدير العام منى باروما
×

الحسين عبد الرازق يكتب: اللعب مع الصغار!

الأربعاء 1 أكتوبر 2025 11:28 مـ 8 ربيع آخر 1447 هـ
الحسين عبد الرازق
الحسين عبد الرازق

يبدو – والعلم عند الله – أن رئيس وزراء إسرائيل قد اضطر إلى اتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ سمعة "الكيان" بعد أن انكشف كل شيء وبان!

ربما أدرك أهمية الإعلام الرقمي ودوره المحوري والهام في تشكيل الرأي العام، فالتقى مؤخراً بـ"المؤثرين" على وسائل التواصل لترميم صورة إسرائيل عالميًا، عبر منصات لم تعد حكرًا على المؤسسات، بهدف تبرير التجاوزات!

أيقنت تل أبيب أن المعركة مع العرب لم تعد مقتصرة على ساحات السياسة أو شاشات الفضائيات، وإنما في هواتف الشباب، عبر "تيك توك" و"يوتيوب" و"إنستجرام"، حيث الانتشار الصاروخي للكلمة والخبر والصورة والفيديو، فكان قرارها باختراقهم.

نحن لسنا معنيين بلقاءات بنيامين؛ من سيقابله أو سيجتمع بمَين، هو حر. ما يهمنا بالأساس هو تأثير هذا اللقاء وما سيعقبه من لقاءات على شباب العرب، تحديداً الجيل Z؛ لأن إعادة تدوير المحتوى وفق ما يريد خصومنا سيخلق انطباعًا مغايرًا تمامًا للواقع، وربما يتحول الانطباع إلى تطبيع!

تطبيع ذهني في البداية، يتبعه تغيير تدريجي في المواقف، وهنا تكمن الخطورة!

لقاء السيد بنيامين مع الإخوة المؤثرين يهدف إلى تجميل الصورة، وهو ما قصدناه بالخطورة.

ستتحول إسرائيل تدريجيًا من قوة احتلال وتهجير، إلى دولة تتحدث بلغة التكنولوجيا والحرية والإنجازات، وليست كيانًا غاصبًا يرتكب الجرائم يوميًا بحق شعب أعزل!

سيستقبل الجيل الجديد "الجيل Z" ما ستقوله إسرائيل، وما ستقدمه في محتوى ساخر أو "ترند"، فتتآكل الممانعة الثقافية والمقاومة المجتمعية، وهو ما يريده بنيامين؛ ونحن في مكاننا قاعدين!

هل دربنا صُنّاع المحتوى "عندنا" على نشر السردية الحقيقية للقضية الفلسطينية بشكل مؤثر وجذاب؟
إن كنا لم نفعل، فلماذا لا نفعل؟

في زمن "الميم" و"الترندات"، لم تعد المقالات كافية، ولا النشرات شافية؛ نحن في زمن البث المباشر والفيديوهات، وتقديم الحقائق بشكل بسيط، مختصر، مقتضب، يفي بالغرض ولا يصيب بالملل!

وأخيرًا نقول:

لقاء السيد بنيامين بالإخوة المؤثرين ليس حدثًا عابرًا، وإنما هو لعب على المكشوف، بلا مواراة أو كسوف؛ لعب مع الجيل الجديد، لعب معهم وعليهم!
هي رسالة واضحة تقول، ان المعركة على العقول، والتسلل إلى القلوب، تُدار حالياً عبر الشاشات، واللعب في الخوارزميات! حفظ الله مصر.