#jubna
السبت 6 ديسمبر 2025 08:10 صـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
أنا حوا - الرئيسية
رئيس التحرير محمد الغيطي المدير العام منى باروما
×

أطفالنا في مواجهة خطر الكبد الدهني.. وباء صامت يهدد صحتهم

الجمعة 8 أغسطس 2025 03:07 مـ 13 صفر 1447 هـ
مرض الكبد الدهني
مرض الكبد الدهني

أصبح مرض الكبد الدهني يُشخَّص بوتيرة متزايدة عند الأطفال، بعدما كان يقتصر ظهوره سابقًا على البالغين الذين يعانون من السمنة.

هذا التحول المقلق يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتزايد الأنظمة الغذائية فائقة التصنيع وأنماط الحياة الخاملة التي باتت شائعة، إلى جانب التعرض المبكر للأطعمة السكرية والدهنية.

يُحذِّر خبراء الصحة من أن الوضع الحالي يمثّل بداية "وباء صامت" قد تكون له تبعات خطيرة على الأجيال القادمة.

الأسباب الكامنة خلف تفشي المرض

تشير التقارير الطبية، ومنها تقرير موقع "News 18"، إلى أن الأطعمة المصنعة والمعبأة بشكل كبير أصبحت جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للعديد من الأطفال.

تشمل هذه الأطعمة المعكرونة سريعة التحضير، رقائق البطاطس، المشروبات السكرية، والوجبات الخفيفة المعلبة.

على الرغم من سهولة الحصول عليها، إلا أنها تتسم بمكوناتها غير الصحية كالدقيق المُكرر، زيوت البذور، السكريات الزائدة، والمواد الحافظة.

هذه المكونات تزيد العبء على الكبد وتدفعه نحو تخزين الدهون في مواضع غير طبيعية، مما يمهد للإصابة بالكبد الدهني.

انتشار واسع بين الأطفال

وفقًا لآراء أطباء أمراض الجهاز الهضمي والكبد، أصبح مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) واحدًا من أسرع أمراض الكبد انتشارًا في صفوف الأطفال.

الكبد الدهني هو حالة مرضية تتمثل في تراكم الدهون داخل الكبد، مما يُعرقل أداء وظائفه الحيوية.

عندما يعتاد الأطفال تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون الضارة والسكريات مثل رقائق البطاطس، البرجر، البطاطس المقلية، والمشروبات الغازية، فإنهم لا يُعرضون صحتهم لخطر زيادة الوزن فقط؛ بل يواجهون أيضًا مقاومة الأنسولين، وهو ما يؤدي إلى تراكم الدهون على الكبد بشكل خاص.

الطفولة في مواجهة الضغط السام

الأمر لا يتوقف عند السمنة؛ فالكبد لدى الأطفال لا يزال في مرحلة النمو ويكون أقل قدرة على تحمل العبء الناتج عن العادات الغذائية غير الصحية.

بالإضافة إلى قلة الحركة ونقص العناصر الغذائية الدقيقة في النظام الغذائي، تصبح الصحة العامة للأطفال عرضة لخطر داهم.

إذا تُرك مرض الكبد الدهني دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى التهاب الكبد وتليفه وحتى تلفه الكامل مع مرور الوقت.

كيف يمكن التدخل؟

الجانب الإيجابي هو أن الكبد الدهني لدى الأطفال يمكن علاجه إذا تم تشخيصه أثناء المراحل المبكرة. الحل ليس فقط بالابتعاد عن الوجبات السريعة، وإنما يشمل تبني نظام غذائي صحي ومتوازن يعتمد على الحبوب الكاملة، الدهون الصحية، البروتينات، والأطعمة الغنية بالعناصر المغذية.

هذه التغييرات تدعم عمليات التخلص الطبيعية من السموم داخل الكبد، وتحميه من التلف طويل الأمد.

يتطلب الأمر تضافر الجهود بين الأسر والمدارس والمؤسسات الصحية لتعزيز الثقافة الغذائية الصحيحة وتوجيه الأطفال نحو خيارات صحية تعيد لهم حيوية أجسامهم وتُجنبهم مخاطر هذا "الوباء الصامت".

هل يمكننا القيام بذلك؟ الإجابة تكمن في اتخاذ خطوات حاسمة لتغيير مسار العادات الغذائية منذ اليوم.