#jubna
السبت 6 ديسمبر 2025 08:54 صـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
أنا حوا - الرئيسية
رئيس التحرير محمد الغيطي المدير العام منى باروما
×

تأثير الدهون الحشوية على الخصوبة.. دراسة أمريكية تسلط الضوء على علاقة جديدة للعقم

الأحد 6 يوليو 2025 06:14 مـ 10 محرّم 1447 هـ
السيدة
السيدة

في دراسة علمية حديثة أجرتها مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة، تم الكشف عن علاقة مثيرة تربط بين مؤشر كتلة الدهون النسبية (RFM) وصعوبات الإنجاب لدى النساء.

تسلط هذه الدراسة، التي نشرت تفاصيلها على موقع "نيوز ميديكال"، الضوء على أهمية الدهون الحشوية المتراكمة حول الأعضاء الداخلية كعامل رئيسي في التأثير على الخصوبة.

اعتمدت الدراسة على بيانات المسح الوطني الأمريكي للصحة والتغذية بين عامي 2017 و2020، حيث شملت ما يقارب 1487 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و44 عاماً.

وأظهرت النتائج أن مؤشر كتلة الدهون النسبية كان أكثر دقة من مؤشر كتلة الجسم التقليدي (BMI) في قياس تراكم الدهون الحشوية المرتبطة بالعقم، لا سيما وأن هذا المؤشر يعتمد على قياسات محيط الخصر والطول.

بحسب البيانات، سجلت النساء المصابات بالعقم معدلات أعلى في مؤشر كتلة الدهون النسبية بلغت 42.8 مقارنة بـ40.9 لدى النساء الأخريات.

وتوضح الدراسة أن كل زيادة وحدة في مؤشر RFM ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالعقم بنسبة 6%.

هذه العلاقة يُعتقد أنها ناتجة عن تأثير الدهون الزائدة على الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث أن تراكم الدهون الحشوية يؤدي إلى اضطرابات فسيولوجية مثل مقاومة الإنسولين وزيادة الالتهابات المزمنة، مما يخل بالتوازن الهرموني ويؤثر سلباً على صحة المبايض.

الدراسة لم تتوقف عند الفئات ذات الوزن الزائد فقط، بل لفتت الانتباه أيضًا إلى النساء ذوات الوزن الطبيعي اللائي يعانين من زيادة الدهون الحشوية، وهي حالة غالباً ما يغفلها التشخيص التقليدي للسمنة.

والأكثر لفتاً للاهتمام هو بقاء الرابط قويًا بين مؤشر RFM والعقم حتى بعد تعديل النتائج وفق عوامل متنوعة مثل العمر، الحالة الاجتماعية والدخل، التدخين واضطرابات النوم.

على الرغم من النتائج المثيرة، تنبه الباحثون إلى قيود واضحة، منها الطبيعة المقطعية للبحث والتي لا تقدم دليلًا واضحًا على العلاقة السببية.

بالإضافة إلى ذلك، اقتصار العينة على سكان الولايات المتحدة قد يحد من تطبيق النتائج عالميًا، مما يستدعي إجراء دراسات أوسع تشمل مختلف الثقافات وبيئات الحياة.

كما تحتاج العلاقة بين العوامل الوراثية ونمط الحياة والبيئة المحيطة إلى بحث أعمق لفهم كيفية تفاعل هذه العوامل في قضية العقم.

الدراسة لم تكتف بعرض الروابط الإحصائية فحسب، بل تقترح مسارًا جديدًا في مجال الوقاية والعلاج. ويؤكد الباحثون أن مؤشر كتلة الدهون النسبية يمكن أن يكون أداة فعالة لتقييم مخاطر العقم خاصة لدى النساء اللائي يبدين بمظهر طبيعي الوزن بينما يخفين تراكمات الدهون الحشوية.

كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية نهج شامل لعلاج العقم يأخذ في الاعتبار تحسين نمط الحياة وإدارة الوزن إلى جانب تدخلات طبية دقيقة.

لبناء فهم أعمق لهذه الظاهرة، يدعو الباحثون إلى إجراء دراسات طولية تتبع تغيرات مؤشر كتلة الدهون النسبية وتأثيرها على الخصوبة بمرور الوقت.

كذلك، يشيرون إلى الحاجة لدراسة فعالية التدخلات الطبية والغذائية التي تهدف إلى خفض الدهون الحشوية في تحسين احتمالات الحمل لدى المصابات بالعقم.

هذه الدراسة تفتح آفاقاً جديدة لمحاولة فهم الأسباب الدقيقة للعقم وتوفير حلول مبتكرة قد تُحدث فرقاً ملموساً في حياة الكثير من النساء حول العالم.