حج المرأة.. شروط وجود المحرم ومتى يجوز السفر بمفردها وفقًا للفقه الإسلامي
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن مسألة حج المرأة بدون محرم تعدّ من القضايا التي تباينت فيها آراء الفقهاء.
فالبعض منهم يشترط وجود محرم للسفر مع المرأة في حال حجها، سواء كان هذا المحرم من أقارب النسب كالأب أو الأخ، أو من محارم الصهر كالزوج، أو حتى من محارم الرضاع، فيكون الحضور المرافق واجبًا لضمان حمايتها أثناء هذه الرحلة الروحية.
ومع ذلك، أشار المركز إلى رأي فقهي آخر يجيز للمرأة السفر للحج دون محرم إذا لم تتمكن من العثور عليه. في هذه الحالة، يشترط أن تكون الرفقة مأمونة سواء أكانت مجموعة من النساء أم جماعة من الرجال الموثوقين دينيًا وأخلاقيًا.
كما يكفي وجود امرأة واحدة مأمونة لتكوّن هذه الرفقة، ما يتيح للمرأة تحقيق قصدها في أداء مناسك الحج بسلام.
أما الرأي الثالث والأكثر تطورًا، فقد ذهب إلى أن المرأة تستطيع السفر بمفردها لأداء فريضة الحج بشرط اطمئنانها على سلامة الطريق وعدم خوفها على نفسها أو عرضها.
واستند هذا الرأي إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عدي بن حاتم رضي الله عنه، حيث بشّر فيه النبي بانتشار الأمن والطمأنينة، مشيرًا إلى ظعينة (امرأة تسافر) ترتحل وحدها من منطقة الحيرة وصولًا إلى الكعبة دون خشية من أحد سوى الله تعالى.
وقد اختار مركز الأزهر العالمي للفتوى هذا الرأي كالمختار للفتوى في العصر الحالي، مؤكدًا أن سفر المرأة وحدها جائز ما دامت تشعر بالأمان وتلتزم بالقوانين والأنظمة التي تنظم رحلات السفر والحج.